يسأل قارئ: أبلغ من العمر (26 عامًا) ومررت بتجربة عاطفية سابقة مع إحدى زميلاتى بالعمل والتى أحببتها وحين أقدمت على الزواج اعترض والدها على شخصى بسبب حالتى المادية التى لم تتوافق مع مستواها المادى والاجتماعى كما يعتقد والدها، إلا أننى وبعد مرور عام أقدمت على الزواج من فتاة أخرى تتوافق معى اجتماعيا وماديا، ولكن الصدمة الأولى التى تعرضت لها ما زالت موجودة أمام عينى ليس فى الحالة المادية، بل فى هيئة رفض والدها لسبب آخر، وسببت لى هذه الحالة أزمة نفسية فى عدم اقتناعى بأنى شخص مناسب ويصلح للزواج وأخشى من تعرضى لصدمة أخرى فما الحل؟
يجيب على هذا التساؤل الدكتور هشام عبد الفتاح، مدرس الطب النفسى بكلية الطب جامعة القاهرة، مشيرًا إلى أن الشخص الذى يمر بتجربة يظن أنها فاشلة لديه تصورًا خاطئا بشأن حالته فقد تكون هذه التجربة الفاشلة أولى خطوات سلم النجاح فى تجربة أخرى، فكثير منا يكتسب من تجاربه السابقة بعضا من أخطائه فيحاول أن يتلاشاها فيما بعد، وأيضا يكتسب بعضا من نجاحاته فينميها أيضا فيما بعض ومن ثم يكون النجاح.
ويشير عبد الفتاح إلى أن هذا الشخص الذى يقدم على زواجه للمرة الثانية، ويخشى صدمة أخرى لابد أن يتوفر بداخله قناعة وثقة نفسية ذاتية بأنه مناسب لأى فتاة، ولا يخشى صدمة أو حتى حالة قد يمر بها لفترة ويعتبرها خطوة وبداية جديدة لعهد جديد مع شخصية أخرى، خاصة وأن الجانب المادى والذى يتسبب فى فشل بعض التجارب إنما هو عائق مادى، وليس مرضا عضويا، فليحمد الله على نعمة الصحة وليقدم على الزواج دون أية مبررات أو خوف من التجربة الأولى، بل ولابد أن يعتبر هذه التجربة بمثابة الحافز الذى يعينه على أداء التجربة التالية بنجاح، ومن ثم يتوفر له ما يريد.
كذلك يؤكد عبد الفتاح على أن الضربة التى يتلقاها الفرد والتى قد توجعه إنما هى فى نفس الوقت تشجعه على مواجهة أية ضربات أخرى، كما ينبغى أن يثق فى نفسه تمام الثقة، وليتأكد أنه لم يخسر فى التجربة الأولى امرأة يتزوجها بل هى التى خسرت من بين يديها رجلًا تتزوجه.
الكاتب: أمين صالح
المصدر: موقع اليوم السابع